Arabic بالعربي

التهكم،السخرية، والتغيير (تعريب للمقال Ridiculing Ourselves, Sarcasm and Change )

 لاحظت ومن مدة طويلة،  أن هناك اتجاها غزيرا للتعبير بسخرية عن مشاكل المجتمع والسياسة  في لبنان. ويتجلى هذا النوع من النقد باصدارات أدبية وفنية  كاريكاتيرية النهج، وبلهجة متعالية في أكثر الأحيان

الكل لديه ما يقوله عن السخافة السياسية والإجتماعية اللبنانية. والكل ناقد ذات عين ثاقبة وقدر كبير من الطرفة وسرعة البديهة – وهكذا يزدهر الفن الساخر في لبنان

لذا أتوقف وأقول: هذا الاستعراض الفكاهي لآفات مجتمعنا أصبح مملاً، أنا شخصيا لست مستعدة أن أقرأ كتابا أو مقال أو “ستاتس” أو”تويت”، أو أن أسمع أغنية تهزأ بالمواضيع التالية:  المرأة اللبنانية وعمليات التجميل، غلاء البنزين، عجقة السير والفوضى والزمامير، فساد السياسيين، مشاكل العمال الأجانب، الكهرباء، الطائفية، بطء الانترنت، تراجع الذوق الفني، النفاق، التصحر وكافة المشاكل البيئية الخ

يبدو أن السخرية  و”المسخرة” أصبحت المنفذ المفضل للتذمر؛ فترانا نستفيض ذكاء وسرعة بديهة لنصف مآسينا بطريقة “زياد رحبانية” هازئة.  لكني أزعم أن هذه الطرق استنزفت ولم تعد طريفة ولا”ظريفة”.  أعتقد اننا أمعنا النظر لمدة كافية في مرآتنا الاجتماعية الافتراضية، وأن نتابع هذا النمط الاستهزائي للتنفيس عن ما يزعجنا في بيئتنا هو أمر خطير قد يجعلنا نبتعد عن الخيارين المنطقيين: ايجاد الحلول المدروسة، أو تقبل وضع لا مفر منه لأنه من تجليات الحالة الديناميكية اللبنانية

وللذين يكتبون بتهجن ضاحك عن مساوء مجتمعنا رجاء: ليكن لديكم(ن) منظور وهدف واضح. هل المقصود التسلية؟ هل المقصود الابداع اللاذع لأجل الشهرة أو المكسب؟ هل المقصود عرض المشكلة لمحاولة ايجاد الحلول؟ لكل من هذه المناظير طريقة وزمان ومكان

ان مشاكلنا المجتمعية والسياسية كثيرة ومتشعبة، وقد استهزأنا بها بما فيه الكفاية. آن الوقت اما لنجد حلولا جدية أو لنتقبل حقيقة الوضع، ونكف عن النقد الهزلي الذي أصبح… مبتذلا

2 responses to “Arabic بالعربي

  1. ربما أمام عدم القدرة على التغيير أو إحداث أي فرق يكون الإستهزاء والتهكم وسيلة لفش الخلق لا أكثر

what do YOU think?